الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الأدب السياسي الساخر: حدث ثقافي مدهش في حضارتنا..


الأدب السياسي الساخر: حدث ثقافي مدهش في حضارتنا.. يؤشر ازدهاره إلى انتعاش مناخ الحرية
د. كفاح درويش
2011-12-23


الأدب الساخر أدب عالمي لا يخلو منه تراث أمة حية؛ فهو يسجل أحداث العصر تسجيلا أمينا وهو النافذة التي تطل منه الشعوب على أنماط الحياة ويرصد من خلالها الواقع الإنساني بأدق تفاصيله... وهكذا فإن أدب السخرية لا يقل في أهميته عن الألوان من الكتابات الأدبية الجادة، فهو يغني في بعض الأحيان عن مقالة كاملة أو قصيدة كاملة، فالأدب الساخر أرقى ألوان الفكاهة، خاصة المصبوغ منه بالصبغة السياسية؛ لذا فقد وجده الكتاب أداة ملائمة ووسيلة صالحة للنقد والتهكم والتقريع فيبدو في مظهره كوميدي المشهد وفي تأثيره مضحكة الواقع، ولمن يعنيه أشد من الموت الزؤام، إنه من أشكال النقد الواعي الممزوج بالإحساس الفطري المتجذر في أعماق الشعب المهموم والمستضعف.
إن فن السخرية وإن صنف ضمن أدب الفكاهة لاشتماله عنصر الإضحاك، إلا إنه يمكننا إدراجه ضمن أرقى أشكال التعبير الأدبي؛ خاصة لما يحمله في طياته من مواقف انتقادية تظهر إحساسنا بالمفارقة الدلالية المرفقة بانفعال الضحك، وهذا ما عبر عنه الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني بقوله: 'إن السخرية ليست تنكيتا ساذجا على مظاهر الأشياء، ولكنها تشبه نوعا خاصا من التحليل العميق، إن الفارق بين صاحب النكتة والكاتب الساخر يشبه الفارق بين الحنطور والطائرة، وإذا لم يكن للكاتب الساخر نظرية فكرية فإنه يضحى مهرجا'. والأدب الساخر رسالته أقوى من الكلمات الجادة ويصل لغايته بطريقة أسهل وأيسر، ويتناقله الناس بناء على إعجابهم بجماله وذكائه ومهارته وخفته، فهو مركب بالغ التأثير في إيصال الأفكار وتوجيه المجتمعات، كما يستطيع صاحبه اصطياد المفارقة التي تثير الضحك بأسلوب التلميح لا التصريح، سواء كان ذلك عن طريق النكتة الشفوية أو الكاريكاتير أو القصة الساخرة، ومنها الفن المسرحي والدراما والسينما في العصر الحديث وغير ذلك كثير. وتحتوي السخرية على ألم ممض فهي قمة الألم، فكما أن قمة الحزن تتحول إلى غناء، فإن قمة الألم تتحول إلى سخرية، وقديما قالت العرب: 'شر البلية ما يضحك'.
حفل التراث العربي بالعديد من الصور الساخرة، مع أنها لم تبرز في شكل أدبي قائم بذاته، حيث كانت مرتبطة بالفنون الأخرى خاصة في الشعر، وبوسعنا أن نلحظ الصلة العميقة بين فن السخرية وفن الهجاء، ونعتقد أن فن الهجاء الذي أبدع فيه شعرنا العربي القديم، يجسد ذروة فنية من ذرى السخرية الأدبية الذكية... وإذا كان الفرنسيون يتباهون بأن شاعرهم الكبير فيكتور هوغو قد ترك لهم أربعة آلاف بيت في الهجاء، فإن شاعرنا الكبير بشار بن برد ترك لنا اثني عشر ألف بيت في الهجاء المر والسخرية الضاحكة الحزينة، وقد خلد الناس في ذاكرتهم سخرية بشار ومنها قوله: ربابة ربة البيـت تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت
ومن القامات الشعرية التي نذكرها الحطيئة، الذي كان يسخر من نفسه حين لا يجد أحدا يهجوه، وحين يكون الحديث عن فن السخرية بعيدا عن الهجاء تبرز صورة الشاعر الساخر ابن الرومي، الذي تخصص في التقاط المفارقات في وصف الأشخاص والأشكال حتى قيل عنه إنه رسام الكاريكاتير في الشعر القديم. كما نشطت حركة النثر بمختلف أشكالها ولاسيما القصص الفكاهي الذي أصبح السمة الغالبة في العصر العباسي، ويعد أبو العلاء المعري رائدا في هذا المجال، حيث قدم نموذجا أرقى لفن السخرية ببعده الفلسفي، وقد مزج السخرية الضاحكة بالألم العظيم في رسالة 'الغفران'، ولعل من أكثر النصوص الأدبية الساخرة شهرة عالمية نص ' ألف ليلة وليلة' وما أضيف إليه من قصص ساخرة ونوادر مضحكة، كما نجد نصا سياسيا ساخرا بامتياز هو حكايات 'كليلة ودمنة' التي يرويها الفيلسوف بيدبا للملك دبشليم وهي لابن المقفع، الذي وجد في هذه السخرية عن طريق قصص الحيوان وسيلة للتعبير السياسي، وقد عرفت كل آداب العالم هذا النحو من القص الساخر على لسان الحيوان. ونجد في موسوعات الجاحظ نماذج مثلى لفن السخرية في الأدب القديم، وكتاب 'البخلاء' للجاحظ أبرز هذه النماذج، وكذلك نذكر كتبا كثيرة شهيرة في أدبنا العربي القديم مثل كتاب 'الإمتاع والمؤانسة' للتوحيدي وكتاب 'الأمالي' لأبي علي القالي 'والعقد الفريد' لابن عبد ربه الأندلسي، 'والكشكول' للعاملي، 'والمستطرف من كل مستظرف' للأبشيهي، وقد أسست هذه الكتب لنشوء فن الخبر العربي الذي لا يوجد له مثيل في كل آداب العالم. وظهر في التراث العربي كثير من الشخصيات الفكاهية، وقد اشتهر منها 'أشعب'، 'وأبو دلامة'، 'وأبو العبر'، 'وأبو العيناء'، 'وجحا' وغيرهم، وتناثرت أخبارهم ونوادرهم في بطون الكتب العربية القديمة. ولا نريد أن نسرف في تقديم الأمثلة من أدبنا القديم على تألق فن السخرية وعمقه، فحسبنا أن نشير الى أن هذا الفن عريق في أدبنا وثقافتنا، وأن عددا كبيرا من أدبائنا الذين صنعوا نهضتنا الأدبية وجدوا في فن السخرية ميدان تألقهم وإبداعهم.
ظهر فن السخرية السياسية في جميع الآداب القومية، فنجد ملهاة 'ارسطوفانيس' تسخر من المجتمع الإغريقي في القرن الخامس الميلادي. وتعتبر فترة أواخر القرن السابع عشر من أعظم فترات السخرية الأدبية إثراء في الأدب الانكليزي، فقد كتب غالبية كتاب ذلك العصر وأهمهم أشهر أعمال السخرية، مثل الكسندر بوب في كتاب بعنوان'دنسياد'، الذي هاجم فيه الشعراء والكتاب الذين أساءوا استعمال اللغة الانكليزية، والكاتب الفرنسي موباسان، الذي كان يقطن منطقة 'بيكال' وكان كل همه رصد تحركات وتصرفات المرأة الفرنسية في سذاجة تفكيرها وإقدامها على حركات وسلوكيات كانت تدعوه إلى أن يستل قلمه ليكتب نماذجه الإبداعية الرائعة في قصص ساخرة لا تخلو من صبغة الإضحاك.
إن ازدهار الأدب الساخر في الأدب العربي مرتبط ارتباطا وثيقا بأجواء الكتابة المنفتحة على التنوع والاختلاف وحرية الإبداع، وأنه كلما ضاقت هذه المساحة تحول فن السخرية إلى سخرية سوداء، وأصبح هذا النوع من الأدب يمثل للبعض أسلوبا تعبيريا ولغة رفض مختزلة في العقل الباطن للإنسان العربي، فهي بذات الوقت تكشف عن إحباط نفسي كبير ومواجهة سلبية للواقع؛ لكنها تعتبر متنفسا للمقهورين والمقموعين جراء ما تقوم به الأنظمة العربية القمعية بأجهزتها وسجونها من ظلم واستبداد، متكئة على سلطتها الدينية المحسوبة على الحكام، ولعل الشاعر نزار قباني كان صادقا في نقل هذا الواقع بقوله: 'معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا... معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا...'، فالكاتب العربي يذوق مر الخيبات والخذلان والانكسار العربي؛ لأن سياسة القهر وتكميم الأفواه والمحسوبية صقلت الكاتب العربي الذي راح يكتب سخريته بألوان حزنه وألمه. وصدق محمد الماغوط حينما سئل ذات مرة عن ماهية السخرية؟ فأجاب: 'إن السخرية هي ذروة الألم'، وقد كان لهذا الوضع المتأزم وقع خاص في نفس المثقف العربي الذي يعيش حياته مهملا، مما دفع العديد من الكتاب إلى هذا النوع من الأدب احتيالا على الرقيب أو السلطة وبما يشكل متنفسا للكاتب والقارئ على حد سواء...
باتت الكتابة الساخرة تحتل مكانة مرموقة في الأدب العربي المعاصر؛ لما لها من خصوصية ومقدرة عالية على جذب المتلقين، لتكون من ضروب الكتابة الأكثر إقبالا عليها من قبل القراء، وإذا كان عدد الكتاب الساخرين قليلا في الوطن العربي كما يرى بعض المهتمين بهذا اللون من الكتابة، فإن هذه القلة استطاعت أن تنهض به لتعطيه بعدا إنسانيا يعكس هموم الإنسان العربي في ما يتعرض له من اضطهاد وتشرذم للوطن الواحد، وإن عددا كبيرا من أدبائنا الذين صنعوا نهضتنا الأدبية في الخمسينيات من القرن الماضي وجدوا في فن السخرية ميدان تألقهم وإبداعهم، بل إن رواد القصص السوري شكلوا ما سموه' عصبة الساخرين'، وكان من أبرز الساخرين حسيب كيالي وصدقي إسماعيل وسليمان العيسى ومحمد الماغوط وزكريا تامر، ولابد من أن نتذكر هنا نمطا من الأدب الساخر لا مثيل له أبدعه هؤلاء الساخرون هو ما حوته مجلة ' الكلب' التي كان يكتبها صدقي إسماعيل بخط يده أول الأمر، يتبارى فيها الساخرون بالنباح الشعري ويتهاوشون مع الحكومات، ويعضون السياسة وتعضهم، ومن بعد ظهرت السخرية السوداء على يد محمد الماغوط الذي كتب مقالات ساخرة مهمة نشرها في مجلة' المستقبل' ثم طبعها في كتاب سماه 'سأخون وطني'. ونشأت في عدد من العواصم العربية حلقات تضم الأدباء يطلقون فيها النكات، ويناقشون السياسة، ويتداولون في أحكام اللغة. ففي بغداد، كان ملتقى النخبة من الأدباء في المقهى السويسري، والمقهى البرازيلي، ومقهى الزهاوي. وكانت حانة 'أنجلو' ملتقى ظرفاء القاهرة من مثل عبد العزيز البشري وعلي إبراهيم وفكري أباظة. وكانت لهم في بيروت ودمشق مقاهي 'عجرم' و'القزاز' و'البرازيل' يجتمعون فيها لأغراض مماثلة. ونعود إلى الأدب العربي المعاصر وكتابه الساخرين، ويعد حسيب كيالي واضع حجر الأساس لفن القصة القصيرة الساخرة على وجه الخصوص ليس في سورية وحسب بل في الوطن العربي، فكيالي يمتلك أكثر من وجه فهو كاتب وقاص، ينتمي في أدبه إلى الواقعية، يجيد التقاط السر في الشخصية الإنسانية، وهو من اكتشف عظمة اللغة العامية، وتحمل مشاق التجديد نحو فن الشعب، فالإحساس بالشعب وأحواله، ولاسيما بؤسه ثم الكتابة عنه لتبديل ما يمكن أن يكون قهرا اجتماعيا أو ظلما، وكتاباته السياسية تنضح بالجرأة والمواجهة ونسيان الرقابة والرقيب، ولم يجد حرجا في توجيه سهام نقده إلى الأحزاب نفسها، ومنها حزب اليسار الذي كان هو نفسه من أعضائه الأوائل، ثم هجره وألف في بعض رجاله المنحرفين قصة طويلة عنوانها 'الإشكال'.
يعد إميل حبيبي رائد السخرية الأدبية في الرواية العربية، حيث يصطدم القارئ بالسخرية الموجعة في رواية 'الوقائع الغريبة'، بل لن أكون مبالغة إذا قلت ان السخرية واضحة من الأسطر الأولى لهذه الرواية، فالموت على الحدود والاختفاء في الزنازين، أمسيا عنوانين مميزين للفلسطيني في هذا الزمن، حيث لا تسمح الأنظمة العربية باجتياز الحدود. وتكاد تمتلئ روايات حبيبي بالسخرية والنقد مثل رواية 'أخطية' و'خرافية سرايا بنت الغول' ولا غرابة في ذلك فحبيبي من أقدر الكتاب على الاختراق الدقيق الموثق بالأحداث والأوصاف والتغييرات في تركيبة المجتمع الذي وقع تحت كابوس الاحتلال الصهيوني، وممارساته الفاشية اللاعنصرية.. واستفاد الراحل غازي القصيبي من تراث احتفى بالسخرية ومن مفارقات عصية على الاستيعاب، السخرية لديه تماس مع الغرائبي والعجائبي في إحالات وتناص بين الواقع والخيال، نشعر بذلك في 'أبو شلاخ البرمائي' و'الجنية' ويتصاعد إبداعه في 'العصفورية' عندما تصبح السخرية رديفة الجنون، فالسخرية عنده ليست ابنة الموقف أو تنتهي عند حدث أو شخصية ما، إنها الخبرة الأهم المثيرة للضحك.
ولابد من الإشارة إلى السخرية في فن الكاريكاتير فن النقد والتعبير، فقد أغضب رسامو الكاريكاتير السياسيين والمسؤولين بانتقاداتهم اللاذعة وتنبيه الناس إلى حالهم ووضعهم عبر رسوماتهم الساخرة، كما لوحق الكثير من رسامي الكاريكاتير، وأجبروا على ترك العمل في الصحف والمجلات التي يعملون بها، ومن منا يستطيع أن ينسى 'حنظلة' في رسومات المبدع ناجي العلي؟ فقد كانت شخصية شاهدة على العصر عزيزة على كل الثوريين الساخرين الساخطين من معيشتهم. كما انتشرت أعمال صلاح جاهين التي انتقدت بعض المظاهر السلبية في المجتمع المصري، وكذلك طوغان والبهجوري.
كان العديد من زعماء العالم العربي يتابعون السخرية السياسية التي يرددها الأدباء، فمنهم من كان يعتبرها استطلاع رأي لسياسته، وآخرون يعتبرونها مؤشر صعود أو هبوط شعبيتهم مثل شارل ديغول الذي كان أكثر ما يزعجه هو أن السخرية السياسية أو الرسم الكاريكاتوري لم يعره اهتماما في الآونة الأخيرة، وكذلك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي كانت تجمع له السخرية السياسية التي ابتلي بها بعد هزيمة 67، بسيل من اللذعات الناقدة للسياسة المصرية، حتى اضطر في إحدى خطبه المشهورة إلى مناشدة الشعب المصري في أن يتقوا الله في نفسه وأن يرشدوا السخرية السياسية بما لا يؤذي الشعور الوطني. وفي المسرح العربي كان هناك الكثير من النماذج التي قدمت على شكل عروض مسرحية، ولم يحظ معظمها بالتحول إلى كتب، وفي المسرح تحديدا يمكن التمييز بوضوح بين المسرح الساخر والكوميدي، فالمسرح العربي الساخر كان أقرب إلى الكوميديا السوداء، وقد تكون أبرزها مسرحيات محمد الماغوط الساخرة السياسية التي كتبها لدريد لحام مثل ضيعة تشرين، وغربة وكأسك ياوطن، كانت أعماله مرآة عكست آمال وأحلام البسطاء وما يعانون من قهر على امتداد الوطن العربي. ولقد برع الكاتب فخري قعوار في تصوير ما آلت إليه النخب العربية الحاكمة من فساد من خلال حوارات موغلة في السخرية، لعل أكثرها سخرية هذا الحوار الذي ترك فيه حرية استبدال الوظائف للقارئ بحيث يمكن للمدير أن يكون وزيرا أو حتى رئيسا: الحمارة: مستحيل أن يصير واحد مثلك مديرا! قال الحمار باستخفاف وثقة: وما الذي يمنعني أن أصير مديرا؟! أنسيت أنك حمار؟! لا لم أنس أني حمار، ولكن الحمورية ليست سببا لعدم تعييني مديرا!! تنهدت الحمارة وقالت: دنيا!
لم تتوقف السخرية عند حد الفنون النثرية والمسرحية والتشكيلة الكاريكاتورية بل إن الشعر الحديث استعاد أمجاده الهجائية القديمة. ولعل أهم رواد هذا الفن مظفر النواب وأحمد مطر ونزار قباني وأحمد فؤاد نجم ويعد النواب واحدا من فرسان هذا الأدب، فهو ينفعل بالانكسارات العربية والقمع الديكتاتوري، ويترجم ذلك الانفعال بمفردات قد تكون بذيئة، ولكنها تعبير حقيقي عما يشعر به الشاعر، فحينما يصرخ النواب في وجه الحكام العرب في قصيدته: القدس عروس عروبتكم
لن يبقى عربي واحــــــــــد،
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
.... قمم ... قمم
معزى على غنم
إن الكتابة الساخرة اليوم تؤدي دورا مهما في الأحداث العربية الراهنة، وخلال الثورات التي شهدتها البلاد العربية في الآونة الأخيرة، طفا على السطح كم هائل من الكتابات الساخرة أسهمت في تعرية حقائق طغاة الحكم التي كانت مطمورة عن المواطن العربي، وأدت دورا كبيرا في كسر حاجز الخوف الذي ظل واقفا في وجه هذا المواطن، وقد استطاع أصحاب هذه الكتابات إيصال رسائل سياسية تشي بتنامي الوعي لدى الإنسان العربي الذي قدم ولا يزال يقدم ثمنا غاليا لحريته المسلوبة. وفي ثورة 25 يناير تفجر إبداع السخرية عند المصريين حيث امتلأت صفحات الفيسبوك بالرسومات الطريفة للرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك... ما يمكن السؤال عنه اليوم في ظل التحولات الجارية في الوطن العربي هو: هل ستعود الكتابة الساخرة إلى الانتعاش مرة أخرى؟ من البديهي أن تكون القدرة على السخرية وإمكانية تقبلها بصدر رحب مؤشرا ازدهار إلى انتعاش مناخ الحرية، ويبقى الأدب السياسي الساخر حدثا ثقافيا مدهشا في حضارتنا.....

' كاتبة من الاردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق